الالعاب الالكترونية Electronic gamesتعرف بأنّها نشاطٌ له قواعدَ مُحدّدة، ويشتركُ فيه لاعبون في قضيّة أو نزاعٍ مصطنع، بحيث يكون له نتائج تُقاس بشكلٍ كميّ، وتسمّى اللعبة بأنّها إلكترونية إذا تواجدت بهيئة رقمية، وعادة ما تُشغَّل على منصّات متنوعة كشبكة الإنترنت، والحاسوب، والتّلفاز، والهواتف النّقالة، والفيديو (PlayStation)، والأجهزة المحمولة بالكف. وتصنف الالعاب الالكترونية الى ثلاثة اصناف هي العاب الذكاء و الالعاب التعليمية واخيرا العاب الاثارة والمتعة.
ومن هنا يمكن البدء بذكر فوائد الالعاب الالكترونية فلا يخفى على احد انها تساعد في صقل الاطفال ذهنيا وسلوكيا وتعليميا ايضا فهنالك العديد من الالعاب التي تساعد على تعلم لغات اخرى وايضا مساعدة اخرين في تطوير ذاتهم وحل بعض مشاكلهم مثل اللعثمة وايضا تقومُ بعضُ الألعاب الإلكترونيّة بزيادة مستوى التّركيز لدى الاطفال، بالإضافة إلى رفع كفاءة الذاكرة والملاحظة. وتساعد ايضا في رفعُ مستوى بعض المهارات الأكاديمية والاجتماعية ؛ كمهارة الطّباعة، والكتابة، والبحث عن المعلومات، ومهارة اكتساب لغاتٍ أجنبية جديدة، بالإضافة إلى مهارات حلّ المشكلات التي تواجههم، ومهارات التّفكير الناقد. ويجب ايضا التركيز على ان الالعاب الالكترونية تساعدُ الطّفل على التّخطيط والابتكار؛ إذ إنّ معظم هذه الألعاب تعتمدُ على خطواتٍ واستراتيجيات معيّنة للوصول للهدف. وتساهم بعض الألعاب الإلكترونية الأطفال والمراهقين على فهم العالم الذي يحيط بهم، وتُطلعهم على بيئات جديدة لم يتعرّفوا عليها سابقاً.
وعلى الجانب الآخر هنالك العديد من أضرار الاستخدام الخاطئ لهذه الالعاب يمكن تلخيصها باضرار في الجانب السلوكي والأمني وأضرار في الجانب الصحّي وأضرار في الجانب الاجتماعيّ. ففي الجانب السلوكي والامني فبعض الألعاب يمكن أن تساهم في زيادة العنف لدى الأطفال لتركيزها على صراع البقاء فيعتادون على هذه الافكار في حياتهم الطبيعية ليصبحوا متنمرين أو عنيفين, وحيث أن بعض الألعاب التي تم حجبها عن البلدان العربية والأجنبية تصل إلى حد الانتحار وهو ما يقود إلى أن أطفالنا وأيضاً شبابنا المراهقين يتم التحكم بهم وبأفكارهم من قبل مصممي الألعاب الخطيرة ويقوموا بنشر أفكار لا وجود لها في مجتماعاتنا العربية والاسلامية فيصبح حينها الشباب مفرغين من الجانب الفكري والعقلي. أما في الجانب الصحي فالأبحاث العالمية تؤكد على أن للألعاب أثاراً سلبية على العينين والظهر فيمكن أن تضعف من بناء صحة الأطفال بشكل جيد وأخيراً على الجانب الاجتماعي فأكدت الدراسات أيضاً على أن الألعاب الالكترونية يمكن الادمان عليها ويصبح الطفل في عزلة عن أسرته ومجتمعه بعد أن يقضي أوقات طويلة في اللعب بهذه الألعاب فيصبح بعدها كسولاً ومهملاً في واجباته ونشاطه الاجتماعي مع أسرته وزملاؤه وأيضاً مجتمعه.
أما أسماء الألعاب الالكترونية الخطيرة والتي نشاهد الكثير منها قد انتشر في مجتمعاتنا العربية فهي على الترتيب من الأكثر خطورة هي: لعبة الحوت الأزرق ولعبة مريم ولعبة البوكيمون غو ولعبة جنية النار ولعبة تحدي شارلي وسأقوم بنشر مقال مفصل عن هذه الألعاب وأضرارها بالنسب العالمية على مستوى العالم في مقال آخر.
وفي النهاية يجب على هيئاتنا ومؤسساتنا العلمية والأكاديمية زيادة نشر الوعي لمجتماعتنا بالإضافة إلى دور الأسرة في مراقبة أبنائهم دوماً ومتابعة ماهية الألعاب التي يختارونها وأن يزرعوا في أبنائهم أن يكونوا معتدلين في قضاء الوقت على الألعاب الالكترونية. حمى الله شبابنا وأطفالنا من ثقافة الجهل والتحكم بهم وتقليدهم للآخرين.
* أستاذ مساعد في أمن وحماية المعلومات والشبكات
